تقريرا نشرته مجلة “إيكونوميست” عن العالم العربي فشل و انهيار ونزاعات و ديكتاتورية

  سياسة، أحدث الأخبار   منذ 4 سنوات   شارك:

     تقريرا خاصا عن العالم العربي تناولت فيه عددا من القضايا مثل قضية فلسطين التي لم تعد تجمع الدول العربية واهتمام الأنظمة بالقضايا المحلية، وفشل الإسلام السياسي والديكتاتورية في مصر، وفشل الجامعة العربية التي لم تقدم أي شيء لأعضائها طوال أكثر من 70 عاما على إنشائها، ورقصة النصر الفارغة لإيران في تنافسها مع السعودية، وأزمة الهوية التي يعاني منها العالم العربي. وهي المحور الأول في التقرير. وقالت فيه إن المنطقة تعاني من نزاعات وانهيار.

     يؤكد التقرير الخاص على النظام الإقليمي الذي ظهر خلال العقد الماضي وركز على ثلاثة ملامح. الأول، هو ضعف الدول العربية، فالدول القوية في الشرق الأوسط هي غير عربية. الثاني، هو هشاشة الدول العربية الداخلية، بمواطنين شباب واقتصاديات غير منتجة التي تعتبر تهديدات وجودية تواجه دائما بالقمع. وبعيدا عن دول الخليج، فالعالم العربي هو مجموعة من الدولة الفاشلة أو تلك التي في طريقها للفشل. وإلى جانب أزمات الشرعية والحكم هناك ازمة ثالثة: وهي أزمة الهوية، فبدون أيديولوجية أو مؤسسات تربط المنطقة ببعضها البعض بدأت بعض الدول برفع شعارات وطنية ضيقة، فلو سألت أي شاب عربي عما يعني ان يكون عربيا، فإنه يجد صعوبة في الجواب. وقال صحافي لبناني مازحا “الوقوف في طوابير الوقود” و”الرغبة بالهجرة”، حسب رجل أعمال مصري و”هي الحنين لوطن” كما قال أكاديمي بحريني. وبعد قرنين على حلم المثقفين العرب ببناء منطقة عربية مزدهرة وذات سيادة وموحدة، فما يجمع الشعوب العربية من مراكش إلى مسقط هو حس التعاسة.

     صحيح أن مرحلة ما بعد الحرب لم تشهد سلاما في الشرق الأوسط، لكن هذا عندما سيطر العرب على نزاعاتهم. لكن المنطقة اليوم مقسمة إلى ثلاثة معسكرات تقود كل معسكر دولة غير عربية. المعسكر الإيراني الذي يقدم نفسه على أنه معسكر المقاومة ويعول على النظام السوري كحليف مع الحركات الشيعية في العراق ولبنان واليمن. أما الثاني فتقوده تركيا التي تدعمها جماعة متجذرة في الإسلامية السنية، وتعتبر قطر حليفة لها ولها تأثير في ليبيا وشمال سوريا. ويعارض المعسكران الملكيات في الخليج، وهي غنية ومستقرة ولكنها قلقة على أمنها ولهذا رمت بثقلها على دولة ثالثة غير عربية: اسرائيل، أقوى دولة في المنطقة. ولم يكن هناك منتتصر في هذا الصراع، فسنوات من الحرب الأهلية في اليمن وسوريا وليبيا خلفت دولا لا يمكن التعرف عليها كدول ذات سيادة. أما الحكومة العراقية التي ولدتها القابلة الامريكية بعد غزو 2003 فقد وقفت تتفرج على نهب الميليشيات المدعومة من إيران خزينة الدولة وتقتل النقاد.

     ويعاني لبنان من كساد يعتبر الأسوأ في التاريخ. ومع أن نسبة السكان العرب بالنسبة لسكان العالم لا تتجاوز 5% إلا أن نسبة 50% من اللاجئين في العالم منه ونسبة 25% من النازحين في أوطانهم فيه. وتعاني معظم الدول العربية من فقر مدقع وبطالة وخدمات أساسية مريعة. وآطاح المصريون بديكتاتور ليرحبوا بآخر. وبنى التونسيون أول ديمقراطية حقيقية في العالم العربي ولكنها مهددة اليوم. وأصبحت نسبة البطالة في البلدين عام 2020 أعلى مما كانت عليه 2010 وبمعدلات عالية من الفقر وديون بالنسبة للناتج المحلي العام. بل وباتت دول الخليج التي كانت واحة للاستقرار تتذمر من نهاية نموذج اقتصاد الرعاية. وطمحت القومية العربية في القرن العشرين بأن تبني عالما عربيا لا تفرقه الحدود. ولكن العالم العربي اليوم مكون من 22 دولة يبلغ تعداد سكانها 400 مليون وهناك أعداد أخرى موزعة على الشتات. ولم يكن الانقسام العربي محتوما، حيث تتحمل القوى الأجنبية بعض اللوم. ودعمت أمريكا والاتحاد السوفييتي الأنظمة العربية السيئة خلال الحرب الباردة. واتسمت السياسة الأمريكية منذ 2003 بعدم التناسق وظل على الأغلب رهيبة، وهناك خط مستقيم يربط احتلال العراق بصعود تنظيم “الدولة”. وبالنسبة للحكام العرب فالحديث عن الوحدة هو ذريعة لتدخل الدول الكبرى في شؤون الدول الأصغر. وترك الفساد والعقم حتى الدول الغنية في حالة من الانحطاط. وفشل المستبدون بالاستثمار في التعليم وأثاروا الخلافات الداخلية، بشكل يحبط أي محاولة لإنشاء ديمقراطية. وما نشاهد اليوم هو نوع ثان من القومية، فالجامعة العربية لا تزال قائمة لكنها لم تبن علاقات تجارة وسفر تعمل على دمج المنطقة. وبدلا من الدعوى للوحدة الإقليمية فالجيل الجديد من الديكتاتوريين أو الذين نجوا من الربيع العربي يكافحون للحفاظ على الهوية الوطنية.

 



السابق

القدس: عملية تدمير ممنهجة للمدينة ومنع إقامة عاصمة فلسطينية

التالي

ما هو سر تزامن التفجير بمطار كابول مع زيارة بينيت الى واشنطن .. وتحول الغضب الأمريكي الى ضوء أخضر لإسرائيل .. وهل يعمل أفراد هذه الجماعات لصالح إسرائيل


أخبار متعلّقة

ما رأيك؟

قواعد المشاركة

نريدك أن تكون مصدرًا لزملائك من القراء ونأمل أن تستخدم قسم التعليقات لإجراء ذلك. لقد صممناها لرفع وتوسيع الاستجابات الأكثر ذكاءً وإدانةً ، وتقليل أو إخفاء الأسوأ. هذه هي قواعد الطريق:

 

ابقى في صلب الموضوع

عند تقديم تعليق ، لا تخرج عن الموضوع. لا تعلق على المعلقين الآخرين أو معتقداتهم السياسية المفترضة. ناقش مزايا القصة نفسها. لا تنشر تومي. هذا ليس المكان المناسب لصق فصل من رسالتك (أو أي شخص آخر) أو ورقة بيضاء.
أظهر الإحترام.
نحن نشجع ونقدر النقاش العميق. ما عليك سوى التأكد من أنه عندما لا تتفق مع فرضية القصة أو أي معلق آخر ، فإنك تفعل ذلك بطريقة محترمة ومهذبة.

 

كن مهذبا وحافظ على نظافته

نحن نغطي التكنولوجيات الجديدة موقعنا ليس منفذاً للفظاظة. نحن لا نتسامح مع الإهانات الشخصية ، بما في ذلك استدعاء الأسماء أو العنصرية أو التمييز الجنسي أو الكلام الذي يحض على الكراهية أو الفحش. هذا يعني أنه لا توجد أي ملاحظات بذيئة أو مسيئة أو مضايقة أو تنمر. إذا لم تكن مدنيًا ومهذبًا ، فلا تنشره.


تجاهل المتصيدون

أفضل رد على القزم - شخص ما يتكرر عدائيًا واستفزازًا - ليس ردًا. من فضلك لا تشجع السلوك السيئ عن طريق الاستجابة ؛ انها لا تخدم سوى لسرور المتصيدون والبيض عليها. إذا كان هناك شخص ما يسيء استخدام موضوع مناقشة ، فأبلغ عن أي تعليقات مسيئة ، وسنتناول الموقف.

 

كن مسؤولاً وأصيلاً

انشر آرائك فقط بكلماتك الخاصة. أنت مسؤول عن المحتوى الذي تنشره.

 

لا تنشر رسائل غير مرغوب فيها أو إعلانات

إذا لم يكن لديك عقد إعلان معنا ، فإن هذا الموقع الإلكتروني ليس عبارة عن لوحة إعلانات لنشاطك التجاري. لا تنشر محتوى غير مرغوب فيه أو محتوى ترويجي ذاتي أو حملات إعلانية. لا ضغط أو تجنيد أو استجداء.

 

نقرأ التعليقات

على الرغم من أن مجالس مناقشاتنا لا تخضع للإشراف الرسمي ، إلا أننا نولي اهتمامًا وثيقًا بها. نحتفظ بالحق في تعديل أو حذف التعليقات التي لا تلبي معاييرنا.

 

نحن نحظر الأعضاء الفاضحين

إنه ليس شيئًا نتمتع به. ولكن عند الضرورة ، سنحظر الأعضاء الذين لا يلتزمون بهذه الإرشادات.

 

شكرا على اتباع هذه المبادئ التوجيهية.