فلسطينيو منطقة الأغوار الشمالي معركة شرسة مع الاحتلال على منطقة نبع «عين الحلوة»
تشهد منطقة الأغوار الشمالي معركة شرسة على منطقة نبع «عين الحلوة». احتشدوا بالمئات في محيط نبع الماء العذب، وحاولوا إزالة كل ما وضعه جنود الاحتلال ومستوطنوه على مدى أيام من أسياج شائكة ومعدات وأدوات بناء لغرض تعزيز السيطرة على المكان، ومنعهم من الوصول إليه.
سكان المنطقة ومحيطها الذين يقدرون بـ 3000 نسمة ينظرون إلى أعمال ترميم إنشائية وخرسانية للعين كمحاولة للسيطرة على نبع الماء، وهي مقدمة لعملية عزلها عن محيطها السكاني الذي يضم تجمعات وادي المالح والمضارب البدوية التي تضم تجمعات: خربة الفارسية، وعين الحلوة، وحمامات المالح، وخربة سمرا، وخربة الحمة، وأهاليها يواجهون خطر التهجير.
إنها سياسة تهدف إلى حرمان الأهالي من مصادرهم المائية بشكل كامل، إنها سياسة «تعطيش» في منطقة تعاني في فصل الصيف من درجات حرارة مرتفعة للغاية وهو ما يجعل للماء (الشرب والزراعة وسقاية المواشي) قيمة أكبر من أي مكان في فلسطين.
وحدهم سكان الأغوار يدركون واقع المنطقة المائي، وتحديدا في فصل الصيف الذي يضرب هذه البقعة من الأرض التي يشعل فيها شح المياه حرارتها المشتعلة أصلا.
وحسب مراقبين فإن هذا ما جعل من المقاومة الشعبية في تلك الواقعة لافتة، ولا سيما مع طبيعة الحشود التي جاءت من مناطق مختلفة من الضفة الغربية بشكل عام ومحافظة طوباس بشكل خاص، ولنوعية المشاركين، حيث حضر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ومعه مجموعة من المسؤولين، ترافق ذلك مع حضور قوات الاحتلال التي احتشدت بالمئات ومارست قمعا وحشيا للمحتجين.
وحتى اللحظة يعتبر نبع الماء في عين الحلوة» بمثابة آخر نبع مفتوح يمكن للمواطنين أن يتزودوا منه بالماء العذب، وما يتخوف منه السكان أن يصبح مجرد ذكرى في قريب الأيام.
وكان مستوطنو «مسكيوت» قد اقتحموا في 18 مارس/ آذار الماضي، المكان وباشروا بأعمال ترميم للعين التي تعد المصدر المائي لمئات العائلات، وأحضروا خلاطات إسمنت متنقلة وحجارة، وأجروا عمليات البناء في محيط العين.
وسبق هذه الخطوة الاستيلاء على نبع «عين الساكوت» بعد تسييجه بالأسلاك الشائكة.
وتُعد مناطق الأغوار الشمالي خزاناً جوفياً لجميع المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، لوقوعها ضمن الحوض المائي الشرقي الأكبر في فلسطين، إلا أن الاحتلال سيطر على أكثر من 90٪ من مصادر وينابيع وعيون الماء فيها.
وتقع الأغوار على طول الجزء الشمالي الشرقي من الضفة، وتشمل محافظتي أريحا وطوباس، وجزءا من محافظة نابلس. وتبلغ مساحة المنطقة حوالى 1638 كيلومترا مربعا، وتشكل أكثر من 28٪ من مساحة الضفة الغربية، والبالغة حوالى 5690 كيلو مترا مربعا.
وبعد سنوات طويلة من مسلسل الاعتداءات وممارسات التهجير والتدمير التي فشلت جميعها في تهجير سكان الأغوار يمسك الاحتلال بأعناقهم عبر سياسة تعطيش المنطقة، حسب مزارعين التقتهم «القدس العربي» وجلهم يؤكد أن غياب المياه الذي يعتبر «أكسير الحياة» والعمود الفقري لحياتهم اليومية ومشاركتهم بالإنتاج المحلي الزراعي والحيواني، سيقود فعليا إلى رحيلهم.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه المزارعون في الأغوار والحقوقي دراغمة، إجراءات تنفيذ خطة ضم الأغوار الشمالي لدولة الاحتلال تشير الأرقام التي يقدمها وزير سلطه المياه الفلسطيني الى أن تنفيذ الضم سيؤدي إلى خسارة من 560 إلى 600 مليون متر مكعب من الميا، وسيؤدي إلى خسارة فرص اقتصادية لا تقل عن 3.5 مليار دولار، وسنفقد 44 ٪ من أرض الحوض الشرقي في حال نفذ الضم.
ويدعم مجلس المستوطنات في الأغوار، ومؤسسة «ريجاليم» المتخصصة بمشروعات الاستيطان في الضفة المستوطنين في سيطرتهم على «عين الحلوة» بينما تساندهم قوات الاحتلال التي تحميهم على مدار الساعة، فيما الأهالي في الأغوار الشمالي يعتمدون على أنفسهم ونَفسهم الطويل وجهود متناثرة من مبادرات المقاومة الشعبية في معركة الأرض والماء في فصل الصيف المشتعل هذه الأيام.
ولنا أن نتخيل أن الكثيرين من سكان الأغوار مضطرون لقطع مسافة تصل إلى 15 كيلومتراً مشياً على الأقدام، أو باستخدام أدوات نقل تقليدية لشراء مياه من صهاريج متجولة، إنها سياسة تجعل من الحياة جحيما في منطقة مشتعلة أصلا بحكم المناخ.
ما رأيك؟
قواعد المشاركة
نريدك أن تكون مصدرًا لزملائك من القراء ونأمل أن تستخدم قسم التعليقات لإجراء ذلك. لقد صممناها لرفع وتوسيع الاستجابات الأكثر ذكاءً وإدانةً ، وتقليل أو إخفاء الأسوأ. هذه هي قواعد الطريق:
ابقى في صلب الموضوع
عند تقديم تعليق ، لا تخرج عن الموضوع. لا تعلق على المعلقين الآخرين أو معتقداتهم السياسية المفترضة. ناقش مزايا القصة نفسها. لا تنشر تومي. هذا ليس المكان المناسب لصق فصل من رسالتك (أو أي شخص آخر) أو ورقة بيضاء.
أظهر الإحترام.
نحن نشجع ونقدر النقاش العميق. ما عليك سوى التأكد من أنه عندما لا تتفق مع فرضية القصة أو أي معلق آخر ، فإنك تفعل ذلك بطريقة محترمة ومهذبة.
كن مهذبا وحافظ على نظافته
نحن نغطي التكنولوجيات الجديدة موقعنا ليس منفذاً للفظاظة. نحن لا نتسامح مع الإهانات الشخصية ، بما في ذلك استدعاء الأسماء أو العنصرية أو التمييز الجنسي أو الكلام الذي يحض على الكراهية أو الفحش. هذا يعني أنه لا توجد أي ملاحظات بذيئة أو مسيئة أو مضايقة أو تنمر. إذا لم تكن مدنيًا ومهذبًا ، فلا تنشره.
تجاهل المتصيدون
أفضل رد على القزم - شخص ما يتكرر عدائيًا واستفزازًا - ليس ردًا. من فضلك لا تشجع السلوك السيئ عن طريق الاستجابة ؛ انها لا تخدم سوى لسرور المتصيدون والبيض عليها. إذا كان هناك شخص ما يسيء استخدام موضوع مناقشة ، فأبلغ عن أي تعليقات مسيئة ، وسنتناول الموقف.
كن مسؤولاً وأصيلاً
انشر آرائك فقط بكلماتك الخاصة. أنت مسؤول عن المحتوى الذي تنشره.
لا تنشر رسائل غير مرغوب فيها أو إعلانات
إذا لم يكن لديك عقد إعلان معنا ، فإن هذا الموقع الإلكتروني ليس عبارة عن لوحة إعلانات لنشاطك التجاري. لا تنشر محتوى غير مرغوب فيه أو محتوى ترويجي ذاتي أو حملات إعلانية. لا ضغط أو تجنيد أو استجداء.
نقرأ التعليقات
على الرغم من أن مجالس مناقشاتنا لا تخضع للإشراف الرسمي ، إلا أننا نولي اهتمامًا وثيقًا بها. نحتفظ بالحق في تعديل أو حذف التعليقات التي لا تلبي معاييرنا.
نحن نحظر الأعضاء الفاضحين
إنه ليس شيئًا نتمتع به. ولكن عند الضرورة ، سنحظر الأعضاء الذين لا يلتزمون بهذه الإرشادات.
شكرا على اتباع هذه المبادئ التوجيهية.