الجيش الإسرائيلي: أخفى في الحرب الأخيرة قصف منازل مدنيين وقتل طفل ابن تسعة أشهر وفتاة ابنة 17 وثلاث نساء وشاب

  فلسطين، أخبار خاصة   منذ 4 سنوات   شارك:

مدفعية الجيش الإسرائيلي التي أطلقت على غزة في زمن عملية “حارس الأسوار .. تكشف “هآرتس” الآن بأن إطلاق نار بالخطأ نفذ على مبان مؤقتة قرب الجدار الحدودي مع إسرائيل. مبان هي بيوت لمزارعين بدو لم يكونوا القصد قط..

كان يوم الحادثة مساء 13 أيار، بعد فترة قصيرة على انطلاق عملية “الضربة الخاطفة”، لإحباط أنفاق حماس في شمال القطاع “المترو”. وقد سبقت تلك الفترة مناورة خداع للجيش الإسرائيلي؛ تم تكليف الفرقة 162 بخلق الشعور لدى حماس بأن الجيش ينوي تنفيذ عملية برية في القطاع، شعور سيدخل رجال حماس إلى الأنفاق التي سيفجرها سلاح الجو لاحقاً. وكجزء من الاستعداد لعملية حرف الانتباه هذه، بدأت مدافع الكتيبة 55 بإطلاق النار الكثيفة على مناطق مفتوحة في شمال القطاع. تم إطلاق حوالي 500 قذيفة بهذا الاتجاه. ولكن أجزاء منها وجهت بالخطأ إلى منشأة القرية، وهي منطقة زراعية قرب بيت لاهيا ويعيش فيها سكان.

بدأ إطلاق القذائف على البيوت السكنية. مباشرة، اخترقت إحدى القذائف المنزل الذي كانت تعيش فيه عائلة أبو فارس. “كنت أجلس عند الجيران، وفجأت سمعت صوت قذائف تسقط”، قال ناصر أبو فارس (50 سنة) وهو والد العائلة. “لم أعرف أين سقطت، لكني رأيت الدخان وهو يخرج من بيتي الأول. ركضت إلى هناك بسرعة أنا وأصدقائي، لكن قبل وصولنا سقطت قربنا قذيفة ثالثة”. كان البيت مليئاً بالدخان والغبار. لم يتمكن أبو فارس من رؤية من الموجود في البيت ومن أصيب وكيف.

هذا الوصف أعطاه أبو فارس لباحث “بتسيلم”، حيث جمعوا هناك شهادات عن الحادثة. وقالوا بأنه في الوقت الذي كان يحاول فيه العثور على أبناء العائلة، سقطت القذائف حوله. وبعد تلاشي الغبار والدخان، دخل البيت مرة أخرى. “وجدت بناتي، كان جسد عدد منهن ممزقاً”، قال. “أولادي كانوا مصابين، وكل المكان كان مملوءاً بالدماء”.

في صباح ذاك اليوم، كان أبو فارس والد لـ 12 شخصاً. وفي المساء أصبح والد لـ 9: فوزية (17 سنة)، نسرين (26 سنة)، صابرين (28)، التي لم يعد ابنها الصغير محمد سلامة على قيد الحياة. الأولاد الآخرون الذين أصيبوا في القصف تم نقلهم إلى المستشفى في بيت لاهيا. وفي الطريق إلى هناك، أصيبت سيارته بنار المدفعية التي لم تتوقف. وعندما وصل كانت له مهمة أخرى باستثناء وجوده مع المصابين. كان مطلوباً منه تشخيص بناته وحفيده. رتب الطبيب أجزاء أجسامهن كي أتمكن من تشخيصها، كان أمراً غير محتمل. لم أستطع تحمله، بالأساس عندما وضع أجزاء أجسامهن بجانب بعضها كي أستطيع تشخيص الجثث وجثة الطفل”.

القذائف لم تقتل أبناء عائلة فقط. “سمعت جيراني وهم يقولون إن قذيفة أخرى سقطت على بيتهم”، قال في شهادته، “عائلة عياش”. في البيت المجاور، قتلت نعمة صالح سلامة عياش (47 سنة) وهاشم محمد عايد علي الزغبي (20 سنة). “أنا وزوجتي كنا نسكن في الطابق السفلي، وكانت تسكن قربنا والدتي في بيت صفيح”، قال إسماعيل عياش (50 سنة) لـ”بتسيلم”، وهو شقيق نعمة. في ذاك المساء، جرى لقاء عائلي في بيته بمناسبة عيد الفطر، حضر الجيران أيضاً، واصلوا حياتهم كالمعتاد رغم القتال. “جميع سكان القرية لم يخلوا بيوتهم لأننا قريبون من الحدود ولا توجد مواقع لحماس في المنطقة”، قال. بعد ذلك بدأ القصف. “سمعت صراخاً وأصوات نوافذ تتهشم”. صعدت نعمة الدرج إلى الطابق الأول، والدته وشقيقته سارة والجارة جميلة وكنتها دخلن إلى شقته. “خرجت إلى الشارع ورأيته مليئاً بالأنقاض والكتل الإسمنتية”، قال. “سمعت صراخاً وعويلاً، وشاهدت مصابين مستلقين على الأرض. تم تدمير الشارع بالكامل، وكان مليئاً بالدماء والغبار والدخان، مشهد لا يمكن تحمله.

في صباح اليوم التالي للهجوم، عقد المتحدث بلسان الجيش في حينه، العميد هيدي زلبرمان (الذي ترقى بعد ذلك) مؤتمراً صحافياً، وقد أحصى إنجازات الجيش في تلك الليلة. الأنفاق التي تم تدميرها وعدد طائرات سلاح الجو التي هاجمت (160 طائرة) وكمية القنابل والقذائف والصواريخ التي أطلقت على أهداف مختلفة. “لقد أطلق حوالي 450 قذيفة على 150 هدفاً خلال 35 دقيقة”، قال زلبرمان برضى. ولكن ما حدث في المنطقة الزراعية بين بيت لاهيا والجدار الحدودي لم يتحدث عنه.

وقد جاء من المتحدث بلسان الجيش بأن “تفاصيل الحادثة يتم فحصها من قبل جهاز التحقيق في هيئة الأركان. تم التحقيق في الحادثة على المحور القيادي والمهني من قبل سلاح البر وقيادة المنطقة الجنوبية. عقب التحقيق، تم استخلاص الدروس المهنية التي تم استيعابها في اللواء 215”.



السابق

اللجنة الدولية للصليب الأحمر: حوالي 80٪ من سكان القطاع، يقضون معظم حياتهم في الظلام الدامس بلا كهرباء

التالي

إدانة شعبية ووطنية للقاء أقامته منظمة التحرير الفلسطينية مع مجموعة من الصحافيين الإسرائيليين


أخبار متعلّقة

ما رأيك؟

قواعد المشاركة

نريدك أن تكون مصدرًا لزملائك من القراء ونأمل أن تستخدم قسم التعليقات لإجراء ذلك. لقد صممناها لرفع وتوسيع الاستجابات الأكثر ذكاءً وإدانةً ، وتقليل أو إخفاء الأسوأ. هذه هي قواعد الطريق:

 

ابقى في صلب الموضوع

عند تقديم تعليق ، لا تخرج عن الموضوع. لا تعلق على المعلقين الآخرين أو معتقداتهم السياسية المفترضة. ناقش مزايا القصة نفسها. لا تنشر تومي. هذا ليس المكان المناسب لصق فصل من رسالتك (أو أي شخص آخر) أو ورقة بيضاء.
أظهر الإحترام.
نحن نشجع ونقدر النقاش العميق. ما عليك سوى التأكد من أنه عندما لا تتفق مع فرضية القصة أو أي معلق آخر ، فإنك تفعل ذلك بطريقة محترمة ومهذبة.

 

كن مهذبا وحافظ على نظافته

نحن نغطي التكنولوجيات الجديدة موقعنا ليس منفذاً للفظاظة. نحن لا نتسامح مع الإهانات الشخصية ، بما في ذلك استدعاء الأسماء أو العنصرية أو التمييز الجنسي أو الكلام الذي يحض على الكراهية أو الفحش. هذا يعني أنه لا توجد أي ملاحظات بذيئة أو مسيئة أو مضايقة أو تنمر. إذا لم تكن مدنيًا ومهذبًا ، فلا تنشره.


تجاهل المتصيدون

أفضل رد على القزم - شخص ما يتكرر عدائيًا واستفزازًا - ليس ردًا. من فضلك لا تشجع السلوك السيئ عن طريق الاستجابة ؛ انها لا تخدم سوى لسرور المتصيدون والبيض عليها. إذا كان هناك شخص ما يسيء استخدام موضوع مناقشة ، فأبلغ عن أي تعليقات مسيئة ، وسنتناول الموقف.

 

كن مسؤولاً وأصيلاً

انشر آرائك فقط بكلماتك الخاصة. أنت مسؤول عن المحتوى الذي تنشره.

 

لا تنشر رسائل غير مرغوب فيها أو إعلانات

إذا لم يكن لديك عقد إعلان معنا ، فإن هذا الموقع الإلكتروني ليس عبارة عن لوحة إعلانات لنشاطك التجاري. لا تنشر محتوى غير مرغوب فيه أو محتوى ترويجي ذاتي أو حملات إعلانية. لا ضغط أو تجنيد أو استجداء.

 

نقرأ التعليقات

على الرغم من أن مجالس مناقشاتنا لا تخضع للإشراف الرسمي ، إلا أننا نولي اهتمامًا وثيقًا بها. نحتفظ بالحق في تعديل أو حذف التعليقات التي لا تلبي معاييرنا.

 

نحن نحظر الأعضاء الفاضحين

إنه ليس شيئًا نتمتع به. ولكن عند الضرورة ، سنحظر الأعضاء الذين لا يلتزمون بهذه الإرشادات.

 

شكرا على اتباع هذه المبادئ التوجيهية.