مراسل صحيفة “الغارديان” جوليان بورغر .. لن يغفر التاريخ "لدونالد رامسفيلد" على تحريضه على الحرب مع العراق، في أكبر عملية عسكرية فاشلة في تاريخ الولايات المتحدة

  سياسة، العالم   منذ 4 سنوات   شارك:

كتب مراسل صحيفة “الغارديان” جوليان بورغر، على وفاة وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد، بالقول إن التاريخ لن يغفر له تحريضه على الحرب مع العراق. وقال إن رامسفيلد سيظل وللأبد مرتبطا مع أكبر عملية عسكرية فاشلة في تاريخ الولايات المتحدة، وهي غزو العراق عام 2003، من أجل البحث عن أسلحة دمار شامل لم تكن موجودة أصلا، إلى جانب استخدام التعذيب الواسع الذي شوّه سمعة الولايات المتحدة منذ ذلك الوقت.

ولن يتم تذكر القرارات السيئة التي اتخذها كوزير للدفاع فقط، ولكن محاولاته التستر على الحقائق المقنعة والتي لم تكن تتطابق مع رؤيته للواقع. وكشفت الوثائق التي ظهرت بعد الغزو، أن رامسفيلد كان واعيا بالثغرات في المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل التي زعم أن العراق يملكها، ولكنه قدّم المزاعم على أنها حقيقة مطلقة.  وقلل من أهمية التمرد الذي ظهر ضد الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة بعد سقوط صدام حسين، وصور انهيار النظام والأمن من خلال تعليقه المعروف: “الأمور تحدث” والذي ظل يلاحقه حتى نهاية حياته. وأدى تردده في قبول التحذيرات التي لم تتطابق مع رؤيته، إلى تنفير الجنرالات وقادة وضباط الجيش منه.

وساهم إصراره على أن الوضع آمن بالنسبة للقوات الأمريكية في العراق، باستخدام الجنود عربات “الهمفي” الخفيفة لمدة عام هناك، مما زاد عدد القتلى الأمريكيين بالقنابل البدائية.

وترك رامسفيلد ميراثا آخر لا يزال يثقل كاهل الولايات المتحدة منذ عقدين، وهو سجن غوانتنامو الذي قال إنه “أقل الأماكن سوءا” لاحتجاز المشتبه بهم بأعمال إرهابية ومن يقبض عليهم في ساحة المعركة بعيدا عن النظام القانوني الأمريكي.

وحاولت الإدارات الأمريكية المتعاقبة إغلاق المعتقل الذي أصبح إحراجا للولايات المتحدة وعقبة أمام تحقيق العدالة لعائلات ضحايا 9/11. وكان استخدام التعذيب أثناء التحقيق كان سببا في التأثير على موثوقية الأدلة، مما أخّر عمليات محاكمة المتهمين الرئيسيين.

وفي مذكراته، قبل رامسفيلد على مضض أنه أصدر “تصريحات غير صحيحة” في تأكيداته عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق، ولكنه “فوجئ وشعر بالقلق” بالتعرف على مدى عمليات التحقيق الأمريكية. ووصف التعذيب في معتقل أبو غريب بأنها أظلم ساعة في مسيرة عمله بالبنتاغون. والمشكلة أن رامسفيلد قدّم هذه التجاوزات على أنها “خلل” في النظام وليس نتيجة لسياساته، ولكن التاريخ لن يغفر له أبدا.



السابق

يسقط حكم الفاسد .. يسقط التعاون الأمني .. الإحباط المتزايد من الفساد والعجز في صفوف القيادة الفلسطينية و الإلغاء المفاجئ للانتخابات الفلسطينية

التالي

هل كان النازيون يصنعون طبقًا طائرًا؟ يلمح الخبراء إلى أن البناء الغامض لـ "مصيدة الذباب" كان منصة إطلاق لطائرات الأقراص التجريبية


أخبار متعلّقة

ما رأيك؟

قواعد المشاركة

نريدك أن تكون مصدرًا لزملائك من القراء ونأمل أن تستخدم قسم التعليقات لإجراء ذلك. لقد صممناها لرفع وتوسيع الاستجابات الأكثر ذكاءً وإدانةً ، وتقليل أو إخفاء الأسوأ. هذه هي قواعد الطريق:

 

ابقى في صلب الموضوع

عند تقديم تعليق ، لا تخرج عن الموضوع. لا تعلق على المعلقين الآخرين أو معتقداتهم السياسية المفترضة. ناقش مزايا القصة نفسها. لا تنشر تومي. هذا ليس المكان المناسب لصق فصل من رسالتك (أو أي شخص آخر) أو ورقة بيضاء.
أظهر الإحترام.
نحن نشجع ونقدر النقاش العميق. ما عليك سوى التأكد من أنه عندما لا تتفق مع فرضية القصة أو أي معلق آخر ، فإنك تفعل ذلك بطريقة محترمة ومهذبة.

 

كن مهذبا وحافظ على نظافته

نحن نغطي التكنولوجيات الجديدة موقعنا ليس منفذاً للفظاظة. نحن لا نتسامح مع الإهانات الشخصية ، بما في ذلك استدعاء الأسماء أو العنصرية أو التمييز الجنسي أو الكلام الذي يحض على الكراهية أو الفحش. هذا يعني أنه لا توجد أي ملاحظات بذيئة أو مسيئة أو مضايقة أو تنمر. إذا لم تكن مدنيًا ومهذبًا ، فلا تنشره.


تجاهل المتصيدون

أفضل رد على القزم - شخص ما يتكرر عدائيًا واستفزازًا - ليس ردًا. من فضلك لا تشجع السلوك السيئ عن طريق الاستجابة ؛ انها لا تخدم سوى لسرور المتصيدون والبيض عليها. إذا كان هناك شخص ما يسيء استخدام موضوع مناقشة ، فأبلغ عن أي تعليقات مسيئة ، وسنتناول الموقف.

 

كن مسؤولاً وأصيلاً

انشر آرائك فقط بكلماتك الخاصة. أنت مسؤول عن المحتوى الذي تنشره.

 

لا تنشر رسائل غير مرغوب فيها أو إعلانات

إذا لم يكن لديك عقد إعلان معنا ، فإن هذا الموقع الإلكتروني ليس عبارة عن لوحة إعلانات لنشاطك التجاري. لا تنشر محتوى غير مرغوب فيه أو محتوى ترويجي ذاتي أو حملات إعلانية. لا ضغط أو تجنيد أو استجداء.

 

نقرأ التعليقات

على الرغم من أن مجالس مناقشاتنا لا تخضع للإشراف الرسمي ، إلا أننا نولي اهتمامًا وثيقًا بها. نحتفظ بالحق في تعديل أو حذف التعليقات التي لا تلبي معاييرنا.

 

نحن نحظر الأعضاء الفاضحين

إنه ليس شيئًا نتمتع به. ولكن عند الضرورة ، سنحظر الأعضاء الذين لا يلتزمون بهذه الإرشادات.

 

شكرا على اتباع هذه المبادئ التوجيهية.